العلام: رؤساء الجهات بمثابة “الخُدَّام” عند “الوُلاة”


قال عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، إن رئيس الجهة (سلطة منتخبة) بمثابة الخادم عند الوالي (سلطة مُعيّنة)، مشيراً إلى أنه سبق وصرّح بهذا، منذ مدّة، وتعرض لبعض العتاب واللّوم.

وأضاف العلام، في مداخلةٍ له، مساء يوم أمس فاتح نونبر الجاري، بالجلسة الافتتاحية للجامعة الجهوية، المنظمة من “مؤسسة طنجة الكبرى للشّباب والديمقراطية”، (أضاف) أنه الآن، لا يعتقدُ، أنه سيكون هناك عتاب، إذا قال، إنه وللأسف الشديد، لازلنا لم نُرسِّخ ثقافة الجهوية أو اللامركزية، وإنما تكرّست عندنا في المغرب ثقافة المركزية.

يُشار إلى أن المقصود بـ”المركزية” هو هيمنة الحكومة على كل القرارات، وعلى اتخاذها، على عكس “اللامركزية” التي تعني إمكانية كل منطقة جهوية أن تتخذ قراراتها وتدّبر شؤونها المحلية بحرية.

ويرى العلام أن المغرب يحتاج إلى إعادة النظر في المنظومة التشريعية المتعلقة بالجهات، مشدّدا على ضرورة الوضوح في هذه المسألة، ونختار يإما قوانين تمنح صلاحيات للمتخبين، يإما قوانين تمنح صلاحيات قوية للسلطات المعيّنة.

ولانتقاد عدم الوضوح والغموض الذي يلف القوانين التنظيمية الحالية ، استحضر العلام، قضية جهة گلميم واد نون، متسائلا: لماذا تعرض رئيس الجهة للذلك التوقيف اللاقانوني واللادستوري؟

عدم الشجاعة السياسية

وأبرز العلام، في الجلسة التي كانت بعنوان “أي تقييم لتجربة الجهوية المتقدمة بعد خمس سنوات من التنزيل”، (أبرز) أن بعض السياسيين المنتخبين، يُساهمون في تكريس ثقافة المركزية، بسبب ضعفهم وعدم شجاعتهم، مشيراً إلى أن هناك عدد منهم يُفوضُون اختصاصتهم للسلطات المُعيَّنة وهم فارحون، مستحضراً ما يقع في جهة فاس مثلا، التي تخلى فيها رئيسها عن صلاحياته.

- إشهار -

وفي المداخلة ذاتها، أشار الأستاذ الجامعي، إلى ما وقع خلال أشهر أزمة كورونا، إذ قال إننا لم نكن في دولة الجهات، بل في دولة مركزية، حيث أن القرارات تؤخذ في الرباط وتُنفذ في آخر نقطة بالمغرب. فمثلاً قرار الحجر اتخذ في العاصمة وطُبّق على كل المناطق، على الرغم من اختلاف كل منطقة عن أخرى.

رؤساء “كاينشطو البطولة”

ومن جهة أخرى، أورد العلام، تصريح سابق لـ”إلياس العماري”، الرئيس السابق لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، مفاده أن رؤساء المجالس الجماعية أهم من رؤساء الجهات فيما يتعلق بالاستثمار، وأن رئيس الجهة “غي كاينشط البطولة”، وليس له دور كبير.

وأشار العلام إلى أن تصريح “العماري” منشور في عدد من الجرائد، قبل أن يؤكد أنه صحيح ويعكس الواقع، لأن، لدينا مؤسسة رئاسة الجهة، ومؤسسة رئاسة الإقليم أو العمالة، ومؤسسة رئاسة الجماعة.. مؤسسات متداخلة على المستوى العمودي.

وعلى المستوى الأفقي، لدينا رئيس الجهة كسلطة منتخبة، ولدينا الوالي كسلطة معيّنة، وأن هذا الأخير هو الرئيس الفعلي، مشيراً إلى أن المفترض هو العكس، أي أن تكون السلط الفعلية في يد “المنتخب”، كما في التجربة الإسبانية وعدد من التجارب الدولية.

وأكد على العلام، أن الحديث عن الجهوية في المغرب سابق لآوانه بشكل كبير، وأنه كمهتم كان يدرك ذلك قبل حتى أزمة كورونا، التي بيّنت المسألة بوضوح، مبرزا أن ذلك كان واضحا في القوانين التنظيمية.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد