قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة “سيدي محمد بن عبد الله” بفاس، إن حركة 20 فبراير لم تمت، بل بالعكس، لا زال شبابها فاعلا في أغلبه، وإن جرى التضييق على بعضهم بالاعتقالات.
وأضاف حمودي في تصريح صحافي أن الملاحظ أن أفق الحركة لا يزال يؤطر النفس الاحتجاجي في مناطق المغرب، وأقوى المؤشرات على ذلك احتجاجات الريف وجرادة في 2017، التي أخمدتها السلطة باستخدام القوة العمومية.
كما أن تأطير الحركة، تجلى حسب حمودي، في الاحتجاج الافتراضي الواسع لسنة 2018، والمتمثل في الدعوة لمقاطعة منتوجات استهلاكية لشركات تدور في فلك اقتصاد النظام السياسي.
وأبرز حمودي أن الحركة تحولت لمرجعية في تقييم التحولات السياسية التي أتت بعدها، سلبا أو إيجابا، كما تحولت لمصدر إلهام لجل الأشكال الاحتجاجية، بمعنى أنها “صارت روحا تسري في جسد المغاربة جميعا، وتمنحهم القدرة على المقاومة بأشكال مختلفة، بما في ذلك السخرية واللامبالاة”.
وعودة لسياق تأسيسها وتأثيرها، قال المحلل السيّاسي إنها “شكلت فرصة للقوى التقليدية، مثل الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، لكي تعدل من ميزان القوى القائم قبل 2011 لمصلحتها”، واستدرك “لكن هؤلاء الفاعلين لم يلتقطوا جيدا رسالة شباب 20 فبراير، وهناك من استعملها بطريقة براغماتية وضيّقة لخدمة مصالحه، لذلك كان من الطبيعي أن تتوارى الحركة للخلف”.
وشدّد أن الحركة لم تدّع قدرتها على قلب الأوضاع، كما حصل في دول عربية أخرى، بل وقفت عند حدود المطالبة بإصلاحات جوهرية، وهو ما تحقق جزئيا في دستور 2011، موضحا أن هذا الأخير يمكن تأويله، إما في اتجاه تعزيز السلطوية أو في اتجاه تدعيم الديموقراطية، حسب ميزان القوى القائم في كل مرحلة سياسية.
المصدر : https://wp.me/p7bkJB-54a