اعتبر محمد عبّادي، أمين عام جماعة “العدل والإحسان”، أن الفلسطينيين أحق من يجب الدفاع عنهم، لأنه، وبتعبيره: “هم منا ونحن منهم، والأمة جسم واحد لا يمكن أن يتجزأ”.
وأشار عبادي في كلمته أثناء افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثالث الذي تُنظمه “الجماعة” في الذكرى الثامنة لرحيل مؤسسها “الشيخ عبد السلام ياسين”، (أشار) إلى فكرة “تازة قبل غزة”، قائلاً: إنه كلام مردود عليه.
وتابع: “لا فرق عندنا بين تازة وغزة والصحراء وسبتة ومليلية؛ كلها أرض المسلمين يجب أن نستردها وأن ندافع عنها”.
ويرى عبادي أن “فلسطين هي أقدس أرض على وجه الأرض بعد الحرمين الشريفين”، مشيرا إلى أنها “قبلة المسلمين الأولى.. وسكانها شهد لهم رسول الله (ص) بأنهم الطائفة التي لا تزال على الحق، ولا يضرها من خالفها..”، ولذلك، وحسب عبادي فـ”الدفاع عن إخواننا في فلسطين أمر واجب شرعا”.
ويعتقد عبادي أن هناك مجتمعات مسلمة ومجتمعات كافرة، إذ قال في هذا السيّاق: “حتى إذا فرضنا أن دولة ما اعتدت على مجتمع آخر ولو كان كافرا، فالواجب الديني والإنساني والقانوني يوجب علينا الدفاع عن المظلومين أيا كانوا”، وزاد متسائلا: “فكيف إذا كان هذا المستضعف من أحب الناس إلينا ومن عباد الله الصالحين، فلا ينبغي أن نستجيب لهذه الدعوة الآثمة؟”.
ويرى عبادي أن الأمة أرادها الله أن تكون خير أمة أخرجت للنّاس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحرر البشرية وتقيم العدل.
ويعتقد الأمين العام لجماعة العدل والإحسان أن الله يبعث “على رأس كل مائة سنة من يجدد للأمة أمر دينها، وهذه سنة الله عز وجل في الكون، كلما فسدت أمة بعث فيها نبيا يردها إلى رشدها ويعيدها إلى فطرتها، ما من قرية إلا خلا فيها نذير “ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ“ ؛ تتابعا، قبل الإسلام، وبعد الإسلام وعبر التاريخ رأينا أن الله سبحانه وتعالى يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد للأمة أمر دينها، واليوم نرى انتفاضات في العالم الإسلامي، وحركات، هذه الانتفاضات والنداءات للتحرر من قيود الجاهلية وسلطانها، نسأل الله تعالى أن يقيض لها من يقودها إلى الله وإلى ساحة النصر والتمكين”، وفقا لتعبيره.
الشيخ عبد السلام ياسين
وفي الكلمة ذاتها، ذكّر عبادي بمحاسن مؤسس الجماعة قائلا: إنه “في علاقته مع الناس جميعا كان رحمه الله سبحانه وتعالى يعفو ويصفح ويتجاوز عمن اعتدى عليه وظلمه أو انتقص من قدره، لم يقتص لنفسه قط، وكان يحمل في قلبه الرحمة والشفقة على خلق الله، وكان يقول: يا ليت هؤلاء الذين يعادوننا يعرفون ما نحمل لهم من خير في قلوبنا، إنها وراثة نبوية، يقول الله سبحانه وتعالى في حق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ“، “فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ“.. وإنه التخلق بأخلاق الله سبحانه وتعالى”.
وأشار عبادي إلى أن من بين مقاصد إحياء ذكرى رحيل ياسين، هي: “تجديد النية والعزم على المضي قدما لتحقيق هذا المشروع؛ مشروع العدل والإحسان، والتعريف به”، وتابع: “الإمام المرشد رحمه الله ليس ملكا للجماعة فهو ملك للمسلمين وملك للأمة جمعاء، علينا أن ننشر دعوته في الآفاق، فمشروعنا مشروع دعوة، ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رحمة وعطف وشفقة وتدرج وإحسان إلى خلق الله سبحانه وتعالى، هذه المعاني كان الحبيب المرشد يعيشها، الشيء الذي دفعه إلى أن يخاطب البشرية جمعاء من خلال ما كتب، يدعوها إلى الله عز وجل، يدعوها إلى إقامة العدل، ويدعوها إلى التعاون على ما فيه صلاح الدنيا والآخرة، هاله أمر الأمة وأمر البشرية، فكان يتمزق في داخله أسى وحسرة على ما آل إليه أمر المسلمين وأمر البشرية جمعاء، فواصل الليل والنهار يفكر في طريق الخلاص، فهداه الله سبحانه وتعالى إلى هذا المشروع الذي أطلق عليه: “المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا”.
المصدر : https://wp.me/p7bkJB-2nB
قرقلامنذ شهر واحد
إذن انت تمتلك الحقائق المطلقة