أيوب الخياطي- لم تَتَصَوّرْ سيدة تشتغل رفقة بناتها الأربعة داخل مصنع نسيج بطنجة، فقدانهن أمام أعينها في حادثة مؤلمة راح ضحيتها 28 عاملة وعامل، بعدما غمرت مياه الأمطار مصنعهم، ليقضو نحبهم غرقا، في مشهد وصف ب”المأساوي”.
وبحسب المعطيات المتوفرة ل”بديل.أنفو” فإن العائلة تنحدر من مدينة فاس، كانت تزاول عملها بشكل طبيعي داخل الوحدة الصناعية، قبل أن تغمر مياه الأمطار المصنع السرداب تحت أرضي، ما تسبب في مصرع أربعة فتيات تراوحت أعمارهن بين 26 و34 عاما.
وتضيف المعطيات ذاتها أنّ الأم لم تستوعب ما وقع، إذ دخلت في حالة هستيرية، وبدأت تستنجد بالعاملين الناجين، وكذا المسؤولين عند وصولها إلى مستودع الأموات دوق دو طوفار لرؤية فلذات كبدها.
قصة أخرى لا تقل مأساوية، إذ فقدت امرأة ابنتها القاصر البالغة من العمر 17 عاما، والتي كانت تعمل بالمعمل المنكوب لتغطية المصاريف الشهرية لعلاج والدتها من مرض القلب.
وتقول الأم : “فقدت ابنتي حبيبتي، التي غادرت حجرات الدراسة في سن 14 عاما من أجل العمل، وإعانتي على تغطية مصاريف مرضي البالغة 1000 درهم شهريا”.
وكانت مدينة طنجة قد شهدت صباح يوم الإثنين 8 فبراير الجاري، فاجعة مصرع 28 عاملة وعامل، قضوا نحبهم غرقاً في مصنع للنسيج يعمل بطريقة “سرية” حسب وصف بيان السلطات المحلية.
وكشفت مصادر محلية للموقع أنّ صاحب المعمل يتواجد في إحدى المصحات بعد تدهور حالته الصحية، كما أنه موضوع تحت الحراسة النظرية، بتعليمات من النيابة العامة المختصة.
المصدر : https://wp.me/p7bkJB-4D9