مخلفات عصر الزيتون تستنفر المجتمع المدني


محمد بلقاسمي- أطلقت فعاليات المجتمع المدني بمدينة تاوريرت، حملة أسمتها بحملة “تاوريرت تستغيث” للفت انتباه المسؤولين والرأي العام لمعاناة فلاحي وساكنة منطقة “لكرارمة بواد زَا” المتضررين من التصريف العشوائي لكميات كبيرة من النفايات السائلة التي تحتوي على مواد كحولية ونتروجينية خطيرة تهدد السلامة الصحية للساكنة بسبب تسربها للآبار التي تشكل مصدرا للماء الصالح للشرب، وآثارها الكارثية على المحصول الزراعي وجودة التربة.

وجاء نداء الاستغاثة، هذا، للضغط على السلطات الإقليمية الأمنية والفلاحية والصناعية والبيئية لتفعيل مسطرة المراقبة واتخاذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين لشروط الالتزام البيئي وفرض تأمين الشروط البيئية والصحية لتصريف ومعالجة هذه المياه الملوثة بطريقة آمنة وبالشكل الذي يضمن عدم تسربها لأراضيهم.

واستنكر فلاحو المنطقة المتضررون من المياه العادمة لوحدات صناعة الزيتون تجاهل السلطات والجهات المسؤولة لواقعهم المزري الذي لم يعد محتملا أمام الضرر المريع الذي لحق محاصيلهم الزراعية التي تراجعت إنتاجيتها بسبب فساد التربة وتسممها. وطالب المشتكون بضرورة التعجيل بحل مشكل تلوث الأراضي والمياه.

وأكد أحد المتضررين أن كارثة النفايات التي تتفاقم خلال كل موسم باتت تهدد عشرات الهكتارات من الأراضي الخصبة بالإتلاف، وأصبح الفلاحون والأسر مهددين في مصدر رزقهم الوحيد.

- إشهار -

وحمّل فاعل جمعوي محلي، في إفادة لموقع بديل آنفو، السلطات الأمنية الإقليمية المسؤولية الأولى باعتبارها الساهرة على أمن المواطن التاوريرتي والراعي لسلامته بالدرجة الأولى، ثم للمجالس والهيئات المنتخبة “التي يُفترض فيها أن تكون أول من يترافع على الساكنة المتضررة من هذه الجريمة النكراء”.

وطالب المتحدث ذاته الجهات المعنية بالتعجيل بإخراج مشروع محطة معالجة النفايات الخاصة بمعامل الزيتون والذي بقي حبيس الوعود والشعارات منذ 2016.

وتجدر الإشارة أنه مع انطلاقة كل موسم إنتاج وعصر الزيتون، تعلو صرخات معاناة ساكنة وفلاحي منطقة “لكرارمة” بواد زَا التابعة ترابيا لإقليم تاوريرت مع الكارثة السنوية التي تسببها مخلفات الوحدات الصناعية الخاصة بصناعة ومعالجة الزيتون بالمنطقة،التي تطرح آلاف الأطنان من نفايات الإنتاج وتسرب آلاف اللترات من المواد السامة الملوثة للمياه السطحية والجوفية، وتتسبب في أضرار صحية وبيئية جسيمة للساكنة والتربة والمواشي.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد