صرخة ساكنة “إيش”: القصر المنسي على الحدود المغربية الجزائرية


محمد بلقاسمي- خرجت ساكنة “قصر إيش”، آخر نقطة حدودية بالجنوب الشرقي، والتابعة للنفوذ الترابي لإقليم فجيج، يوم الثلاثاء 09 فبراير الجاري لليوم الثاني على التوالي في وقفة احتجاجية إنذارية على خط الحدود المغربية الجزائرية.

وعبر السكان عن تذمرهم مما آل إليه “قصر إيش” التاريخي من وضع كارثي، نتيجة للعزلة والتهميش، واستيائهم من هشاشة وعُسر الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لساكنته الذين باتوا مهددين في مصدر رزقهم بسبب توالي سنوات الجفاف وآثاره على المردود الفلاحي، والذي يزيد من حدته اهتراء البنية التحية الفلاحية وحاجة” السد” الذي يمثل مصدرا وحيدا لمياه سقي الحقول والضيعات الفلاحية للتأهيل وعدم إكمال السور الواقي لهذه الحقول من خطر فيضانات الوادي، زيادة على غياب أي أثر ل”برنامج الحد من آثار الجفاف” الذي كانت قد أطلقته وزارة الفلاحة للتخفيف من آثار الجفاف على الفلاحين.

وتطالب الساكنة بإحداث جماعة قروية لتقريب الخدمات الإدارية من الساكنة للتخفيف من أعباء تنقلها إلى مدينة بوعرفة، وبتحرير الأراضي السلالية من “قبضة المياه والغابات” وتمكين الساكنة من استغلالها.

وناشد سكان القصر الجهات المسؤولة للإسراع في تعبيد الطريق المؤدية إلى مدينة بوعرفة وإصلاح المسالك الوعرة المتضررة بفعل الأمطار، وإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي لوضع حد لمشكل فيضان المياه العادمة على مستوى مصب الوادي الذي يتم تصريفها فيه، وخلق مرافق اجتماعية وترفيهية للأطفال، مع التأكيد على مطلب ترميم معلمة “قصر إيش” الأثرية المتهالكة وصيانتها من الدمار.

وفي إفادة لأحد ساكنة القصر، ل”بديل أنفو” أكد أن “معركة ساكنة قصر إيش مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث سقف المعارك النضالية لم يعد محددا بسبب الوعود الكاذبة والتجاهل الذي تقابل به المطالب الاجتماعية والاقتصادية العادلة والمشروعة للساكنة”.

- إشهار -

وأكد المتحدث ذاته أنه” تقرر التحاق مجموعة من الغيورين على المنطقة ببوعرفة بإخوانهم المرابطين بقصر إيش ابتداء من يوم الأربعاء 10 فبراير الجاري على أساس توسيع دائرة الملتحقين بالقصر المنسي من قبل أبناء المنطقة من وجدة وغيرها من المناطق القريبة لتحقيق كل المطالب دون تسويف أو تماطل” على حد تعبيره.

وأضاف أن” شرارة المعركة انطلقت بشكل عفوي من قبل المتضررين بالقصر”، وشدد على أن السكان “يرفضون تسييس ملفهم وأن مطالبهم اجتماعية ومشروعة”، مُردفا أنهم “يلتمسون تدخلا ملكيا لحل مشاكل الساكنة بحكم حساسية المنطقة وخصوصيتها”.

وذكر مصدر ” موقع بديل” أن” تاريخ المنطقة يشهد لساكنتها بوطنيتهم العالية التي لا يمكن التشكيك فيها، حيث تشبت أبناء “قصر إيش” بترابهم بعد أن رفضوا عرض فرنسا بالالتحاق بأراضيهم الزراعية المغتصبة التي ألحقتها بالجزائر إبان الاستعمار الفرنسي”.

وتجدر الإشارة إلى أن الملك الراحل “محمد الخامس” سبق له أن استقبل وفدا من ساكنة “قصر إيش” سنة 1959 بالرباط واستمع لشكواهم.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد