“كيف حالك يا ولد في هذا الجو البارد؟” الراضي يكتب رسالة لابنه عمر


منصف عيشاش- بعد مرور 161 يوما من اعتقاله، بعث إدريس الراضي والد الصحافي عمر الراضي يوم الثلاثاء 5 يناير، رسالة عبر صفحته الاجتماعية يقول فيها:

تحية التضامن والحرية يا ولدي.

كيف حالك يا ولد في هذا الجو البارد؟

هل تمت الاستجابة لطلبك بعرضك على الطبيب؟

أتمنى أن نطمئن على صحتك.

إن ظاهرة الاعتقال السياسي في حق الصحافيين والحقوقيين والنشطاء الاجتماعيين بتهم القانون الجنائي والحكم عليهم بأحكام قاسية هو عنوان المرحلة السياسية الحالية التي تسيد فيها إعلام مسخر تم اختياره وانتقاؤه بدقة عالية عن طريق شراء الصحف والمواقع بصحافييها وأقلامهم وتم تسليطهم على المناضلين تشهيراً وسباً وافتراء وتناولاً لحياتهم الشخصية ومحيطهم العائلي.

وكانت هذه الصحافة تنوب عن النيابة العامة والشرطة القضائية وحتى عن قضاء التحقيق في صياغة التهم كما تنشر ساعةَ الاعتقال وكيفيتَهُ ويحضُرُ مصوروها لتصوير سيناريو الاعتقال.

وهو ما كان يتم فعلاً في جميع حالات اعتقال الصحافيين.

ونضع تحت هذا العنوان انخراط أغلب مؤسسات الدولة المخزنية التي تجندت للتحريض ضد كل من يرفع صوته وينتقد السياسات العمومية والرِّدة الحقوقية.

إن عنوان الدولة الأمنية في غياب تام لأية ضمانات لممارسة سليمة للحياة الديموقراطية للمواطنين، وحتى الأحزاب الديموقراطية والجمعيات الحقوقية لم تسلم من هذه المقاربة الأمنية، حيث يتم التضييق على فروعها ومنعها من وصل الإيداع.

- إشهار -

ولقد حصل إجماع وطني ودولي يُدين هذه المقاربة ويطالب السلطات بإطلاق جميع المعتقلين ووضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي وتمكين المواطنين من ممارسة حرياتهم من أجل وطن حر للجميع.

وأمام هذا الإجماع يتمادى أصحاب المقاربة الأمنية على الاستمرار في استهداف نخب المجتمع باعتقال الأستاذ المعطي منجب.

هذه المرحلة لن تنفع معها الانتخابات حتى ولو كانت حرة. لأن هذه المقاربة غايتها دفع الناس إلى العزوف والكفر بدور الأحزاب بعد أن تم تجريدها من كل مصداقيتها وخطابها.

وهكذا تحول المغرب إلى دولة بدون ناخبين.

لا يمكن لدولة أن تعرف الاستقرار إلا بحياة سياسية سليمة تُصانُ فيها الحريات ويُحتَرمُ فيها الصحافيون المستقلون ويُحارَب فيها الفساد.

ودولة بعنوان هذه المقاربة الأمنية لا تملك عناصر الاستمرار والاستقرار.

وتاريخ بلدنا النضالي منذ الاستقلال ورصيدنا من التضحيات يجعلنا لا نقبل هذه المقاربة وسنُسقِطها إن لم يُسقِطها أصحابُها من نفسهم.

إلى ذلك الحين ليلتك صمود وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب وكل المعتقلين.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد