لك يا بني.. (شعر)


لك يا بنيَّ إذا كتبتُ قصيدة

في آخر الليل العسير

وقد تأخر فجره

فاعذر حروفي المتعبهْ

واغفرْ بنيَّ إذا أنا أنشدتها

لم أنتبه وأنا أراجعها

لبعض المفردات المرعبهْ

فذكرت فيها نكبة

وذكرت فيها نكسة

وذكرت فيها أن نوحا صار فردا

في السفينة

بعدما عُلِّمتَ يا ولدي

بأن الله باركه وعمَّر مركبهْ

لك يا بني إذا فضحتُ صبابتي

وبكيت أطفالا

كأنْتَ

ترجّلوا في الصبح فرسانا.

أماتوا؟

ــ قلت لي ــ

لا يا بني،

وإنما ماتت ملاحمنا،

وباع النهرَ للقرصان بالتقسيط

من ورثوا الهزيمة،

ليتهم باعوا

ولكن بايعوا

وتبرعوا بالبحر

بل زادوا على البحر الموانئ

واشتروا بضفائر الزرقاء

سُود المتربه.

لك يا بني لكي تُجَوِّد ما كتبتُ

فإن أصوات الصغار بريئة

لم تقترف بعدُ الذي

اعترَفَتْ به

ـ مثلي ـ

القلوبُ المذنبهْ.

لك،

كي تفسر للكنيسة ما القيامةُ؟

كيف يحكيها سوانا للمعمَّد؟

كيف يجتمع الصليب ومن صلبْ،

كيف اهتدت للصف

واتفقت خيانات العربْ..!؟

لك يا بني قصصتُ عن سبب السقوط

وأنت تنظر للنجوم

لكي أجنبك التعجب من شهاب يختفي،

ومن الجبال إذا هوت،

ومن الغيوم إذا بكت..

وأقول:

إن مِتنا بني، فلا تمتْ

عُدْ واقرأ التاريخ

إن الخائفين سيحذفون من الخرائط

كل شبر كان يُفرش للصلاة

سيُغْضِبون الله كي يرضى “يَهُوهَ”

سيسرقون عصا النبي

- إشهار -

ليغرقوا في النيل

من غابوا ومن حضروا

وتبكي الأمُّ

حين ترى القُرى

قد سُمِّمت في المأدبهْ.

لك يا بنيّ

سأشرح الشعر الذي قالوا:

 تفسره النفوس كما تشاء

فإنهم يا فِلذة الروح اشتروا كل النفوس

وأمّموا كل القصائد

واكتفوا بقصيدة قيلت قديما

رُممت لتليق بالعلَم الجديد

وقد تورَّم نجمُه

هم يا بني من القبيلة

جئت أُخبِر عن أساميهم

فسجلْ يا بنيْ:

هم أولا

في النهر

ثم هلُمَّ بحرا

ثم برا

لا تدع سهلا

ولا تلا

ولا نخلا ولا شجرهْ..

هم ثانيا..

هم ثالثا..

….

…….

هم دائما في كل بئر

يَقتلون أخا

ويوصون العزيز بأن يُصادِر حُلمه

أو يمنعون عن السجين نساءهم

كي لا يحصحص قطّ حقٌّ،

يقطعون يد النبي

وإن تعذر

أغدقوا الدنيا على السحرهْ..

هم يا بني تعربوا

وتقول أنت:

تغربوا

لا يا بنيّ

دع المظاهر واستمع للتجربهْ

واعلمْ

لماذا قد رسمتُ لك الخريطة

كلها في غرفة النوم الصغيرة،

والتمسْ لي العذرَ

إن فرقت بين العُرْب والمستعربه

هي يا بني وصيتي

اتركْ كما هي غرفتكْ

واضمم إليها شرفتك

واصعد عليها

كي تُعِدَّ معي صفوف “المارقين”

وكي تلوِّح للشعوب المضربهْ.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد