كلنا مشروع مهاجرين سريين ..وكلنا في سراح مؤقت


إنّ التحديات التي يواجهها جيلنا الشاب، لم يواجهها أي جيل في التاريخ بمدينة الفنيدق.


على الصعيد الشخصي نحن جيل لا يمتلك منازله، ولا يمتلك مدخولا ثابتا، لا يمتلك عملا قارا، شهاداتنا الجامعية لا تعني شيئا في سوق العمل، نكافح بدوامات وأعمال مميتة لكي نحاول قدر الامكان تأسيس عائلة من شخصين فحسب.

نحن محاصرون لدرجة أننا نموت بأمراض القلب، والكوليسترول، والسرطان، الذي ألفناه، والأعصاب، ونحن لازلنا شبابا بالعشرينات والثلاثينيات من عمرنا.


وعلى الصعيد العام، نحن جيل يشهد الانهيار السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي الشامل لمدينتنا، في ظل صمت رهيب للحكومة، وصمت مطبق للاحزاب والمجتمع المدني، هذه المدينة، وبالاحرى هذا البلد، نحن لا نشكل فيها سوى وقود كل الهندسة الاقتصادية، التكنولوجية، والدينية التي نعيش في ظلها تشتد سلاسل العبودية من كل الاتجاهات علينا.


وصلنا إلى هذا البلد، وإلى هذه المدينة الحدودية المنبوذة والمقصية من أي تنمية والتي أريد لها أن تكون كما هي عليه، ووجدنا أنه لا مكان لنا في الاقتصاد، ولا مكان لنا في السياسة، التي تهيمن عليها الديناصورات العائلية والطائفية وكثير من الجهاه والرعاع، ولا مكان حتى لأحلامنا الصغيرة بغرفة وحديقة نكون فيها بسلام.


وفي المقابل ما هو ردنا؟ بعد أن أغلق معبر باب سبتة تحت ذريعة الكوفيد، دون إحداث أي بديل قبلي يصون مرامة وحياة هؤلاء المواطنين. 10 آلاف من التعليقات، والعشرات من المواضيع السخيفة التي لن تخدم المدينة في شيئ، وحرب بين هذا وذاك وكلنا ضحايا لعدو واحد ؟ صورة جديدة من الغرقى في حضن البحار كل أسبوع على فايسبوك؟ أين هي أبحاثنا ومواجهاتنا، ومقاومتنا، وأفكارنا، وكتبنا، وتحليلاتنا، وحركاتنا التغييرية؟

- إشهار -


أهم حركة أو مواجهة قمنا بها لم تضم في معظم الأحيان أكثر من مئة شخص ولم تعش أكثر من عشرة أيام، نتاجنا الثقافي بالكاد يذكر ، ولا يوجد حركة واحدة نستطيع أن ننتمي لها ونقول أنها تعبر كليا عن أحلامنا، وصراعنا.


ردنا على التحديات التي نواجهها هو فعلا هزيل جدا، ونحن نفشل لدرجة كبيرة حتى الآن بتقديم أي رؤيا، أو إضافة أو نظرة حقيقية للصراعات المعيشية الطبقية المميتة السائدة حاليا بمدن الشمال والفنيدق خاصة.


لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أمل ، فالكثير منا يواجهون بكل ما فيهم، لكن الوقت قد حان، لتتحول مقاومتنا من أفراد مبعثرين هنا وهناك، إلى قبيلة من المحاربين الرؤيويين الشجعان.


أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد