المقززون هم فرنسيو الداخل



قبل الحديث يجب أن أؤكد أن لكل ذي عقل يعلم جيدًا أن لا دين يدعو إلى القتل والعنف وسفك الدماء، فالإسلام من تلك الأفعال براء، ولكن عندما تكون لك خصومة مع دين بعينه، فسريعًا انسب له بعض المارقين عن الإنسانية حتى لو أعلنوا بأنفسهم أنهم ليسوا أتباع ذلك الدين.
فهناك مثل انجليزي  يقول لو كانت أوروبا منزﻻ ،تبقى بريطانيا هي البهو ، و ايطاليا هي المطبخ ، و فرنسا هي المرحاض ،هذا المثل أقدمه كمقدمة  تكفي متفرنسي  الداخل الذين  لهم غيرة على علمانية  فرنسا   أكثر من صنف ما يجري في عروقهم ونجران ودين  اصلهم وفصلهم ، يأخذون التبرير بكون القصة إنها حرية التعبير بينما الأصل تؤكده مجريات الأحداث التي تعيد نفسها في كل حقبة تاريخية  على أن الحقد على ديننا ونبينا  ليس فرنسيا ولا أمريكيا ولا نمساويا ولا غيرها من المسميات بل انه حقد ديني نشأت عليه أجيال في الغرب تناوبوا  الأدوار عليه كل مرة برقعة جغرافية ، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى بهذا الحقد في آية واضحة وضوح الشمس في قوله : ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” والخلاصة هنا في الملة وليس حيثيات التصريح أو الحدث .
لم تمر أيام طويلة حتى جاءه الرد سريعا من سيدة مسنة فرنسية كانت رهينة لأحد الجماعات الإرهابية في مالي منذ 2016 نزلت من سلم الطائرة ودنا منها الرئيس إيمانويل ماكرون الذي تشدق بأزمة الإسلام  ليحتضنها، ولكن بإشارة منها أوقفته، وعدلت حجابها، وكأنها تقول له: أنا الآن مسلمة لا أرتمي في أحضان الغرباء حتى لو كنت مسنة، وأنت رئيس الدولة فلم أعد أنتمي لعلمانيتك فكان مشهدًا مؤثرًا وصادم له في نفس اللحظة بعد أن كان سيستغل الفرصة لعقد مؤتمرًا صحافيًا مهيبًا، ويعدد عيوب الإسلام والمسلمين، ويشير بأنامله البيضاء، نحو هؤلاء السود في القارة السمراء، ممن يخطفون السيدات ويقتلون الرجال و يجندون الأطفال تحت راية الإسلام هناك ، ناسيا  سياسته في مالي التي فاقمت الأزمة، وتدخلاته التي زعزعت الاستقرار وما الفعل إلا نتيجة  تحتم سبق الإصرار والترصد.
أما تبرير حق حرية التعبير نتيجة إصرار فرنسا على دعم الصور المسيئة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، بدلًا من معاقبة من يقوم بهكذا أفعال لتجنيب الجميع عواقب صراعات طائفية قد تعود على فرنسا نفسها بالوبال؛فبعض النظر عن الاستهانة لأكثر من المليار مسلم  إذ يوجد في فرنسا اليوم نحو 6 ملايين فرنسي مسلم، وهو ما يعادل نسبة 9 % من تعداد السكان، كما يعد الدين الإسلامي هو الدين الثاني في فرنسا، وبعدد 6912  مسجدًا. ومع إشارة العديد من الدراسات إلى أن العدد في تزايد مستمر لعاملين أساسيين: الهجرة واعتناق الفرنسيين للإسلام، فهناك ازدواجية المعايير الفرنسية والتعامل مع المسلمين بغير ما يتم التعامل مع غيرهم، فما يحدث في فرنسا الآن وإصرار الحكومة الفرنسية على أن الإساءة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، و لمشاعر المسلمين حرية يعيد لذاكرتنا ملاحقة القضاء الفرنسي، روبير فوريسون، الذي شكك بالمحرقة اليهودية، في عام 2006 ،كما وضعت قوانين صارمة لمن يحاول التشكيك أو إنكار الهولوكوست.

وفي عام 2019  نشبت حرب كلامية بين الرئيس الفرنسي والرئيس البرازيلي، حيث تفاعل الرئيس البرازيلي بولسونارو عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» مع منشور يسخر من شكل بريجيت ماكرون (67 عاما) التي تظهر في صورة تقارنها بالسيدة البرازيلية الأولى، ميشيل بولسانورو (37 عاما)، مع تعليق «الآن تفهمون لماذا يقوم ماكرون بملاحقة بولسونارو؛ إنها الغيرة»(2)، مما تسبب بإنزعاج الرئيس الفرنسي، واعتبار تصريحات الرئيس البرازيلي بأنها مسببة للخجل.

التناقض في التصريحات والتصرفات الفرنسية يظهر جليًّا إذا ما قارن القارئ بين الحوادث التي تتعلق بالمسلمين وبين الحوادث التي تتعلق بغير المسلمين، فإذا كان الاستهزاء والسخرية من الآخرين هو من كمال وتمام الحريات، فما الداعي لانزعاج ماكرون إذا ما أساء أي إنسان لزوجته؟ وإذا كانت حرية التعبير والتفكير من كمال وتمام الحريات، فما الداعي لملاحقة المفكر الفرنسي الذي شكك بالهولوكوست؟
فمن واجبي أن أقول فطالما أن الأمة قد هبت للدفاع عن رسولنا  فعليها ان لا تتراجع عن هبتها  وان تبحث عن بدائل لكل المنتجات والخدمات الفرنسية حتى يدفع الفاعل الذي يعد ديقراطيا هرم السلطة  ثمن جريمته وحتى لا يعود إليها ليكون عبرة لغيره بعد إيقاع الضرر به واعتذاره كي  يكون لكل حادثة حديث ، فكلامي هنا ما هو سوى نقرات لبعض الكائنات التي تأكل الجيفة  أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق .

- إشهار -

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد